يشهد الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تحوّلاً جذريًا في قطاع الطاقة، حيث تتصدر دول الخليج والبحر المتوسط السباق نحو نظم طاقة نظيفة ومستدامة. وبحسب وكالة الطاقة الدولية، فإن هذه المنطقة تُعدّ الأسرع نموًا في الطاقة المتجددة عالميًا بفضل تركيزها على الأهداف الطموحة لعام 2030 . في هذا المقال سنلقي الضوء على أبرز المشاريع والتوجهات، مع مراعاة السياق الإحداثي والاقتصادي الإقليمي.
1. خطط الطاقة المتجددة في دول الخليج
أ. المملكة العربية السعودية
- توجد تحت التنفيذ مجموعة ضخمة من مشاريع الطاقة الشمسية بقدرة 17.7 غيغاواط قيد الإنشاء .
- من أبرز هذه المشاريع Sudair Solar PV في مدينة السدير، بقدرة 1.5 غيغاواط، بكلفة تقارب 924 مليون دولار، وتشغّل منذ 2023
- إلى جانب ذلك، تعاقدت الحكومة على مشاريع جديدة بقدرة 5.5 غيغاواط تشمل Haden وAl‑Muwaih وAl‑Khushaybi، بموجب اتفاقيات شراء الطاقة حتى عام 2027
- في مجال الهيدروجين الأخضر، يتصدر مشروع NEOM Green Hydrogen خطط التحوّل الطاقي، بهدف إنتاج 600 طن يومياً من الهيدروجين الخالي من الكربون بقدرة كهربائية تصل إلى 4 غيغاواط، ومن المتوقع أن يبدأ الإنتاج بحلول 2026
ب. الإمارات العربية المتحدة
- تقود الإمارات توجهات التحوّل نحو صيف نظيف بخطط لتوليد 75% من الطاقة من مصادر خضراء بحلول 2050 .
- العملاق Mohammed bin Rashid Al Maktoum Solar Park في دبي هو الأكبر من نوعه، بقدرة 5 غيغاواط عند اكتماله عام 2030، وبسقف استثماري يتجاوز 13.6 مليار دولار .
- في أبو ظبي، وقع الاستثمار على مشاريع بطارية وطاقة شمسية مثل Al-Ajban بقدرة 1.5 غيغاواط وNoor Abu Dhabi (1.2 غيغاواط)، إضافة إلى برامج تخزين الهيدروجين الأخضر .
- مشروع Al Zarraf Solar Project قدرة 1.5 غيغاواط يتم بالشراكة بين EDF الفرنسي وKOWEPO الكوري ومؤسسة Emirates Water and Electricity Company.
ج. مصر والمغرب وغيرها
- أطلقت مصر مشاريع طاقتها تصل إلى 500 ميغاواط في منطقة كوم أمبو، مع فتوى لإنتاج 400 ميغاواط جديدة بقيمة 388 مليون دولار .
- المغرب وأباقبة الأزمة تعد مثالاً على مشاريع الرياح والطاقة الشمسية، ضمن رؤية أكبر لإنتاج 246 غيغاواط عبر منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا .
2. مشاريع متعددة التقنيات ومتكاملة
الطاقة والمياه: مثال الأردن
- مشروع Aqaba‑Amman Water Desalination and Conveyance Project يهدف لإنتاج 300 مليون متر مكعب من المياه سنويًا، باستخدام تحلية مياه البحر عبر محطات شمسية بقدرة 310–724 ميغاواط .
- هذه المبادرة هي الأكبر في تاريخ الأردن، وستوفر ثلث استهلاك المياه بحلول 2030.
طاقة نظيفة ومتنقلة: مثال اليمن
- في عدن، أنشأت الإمارات محطة شمسية توفر الكهرباء لمئات الآلاف، مع شبكة توزيع تضم أكثر من 211,000 لوحة و12 محطة فرعية.
3. التأثير الاقتصادي والبيئي
- ساهمت مشاريع الطاقة المتجددة في تنوع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط، خاصة في السعودية والإمارات .
- العملة الحقيقية لتقليل الكربون: مشاريع في السعودية والإمارات ومصر تقلل ملايين الأطنان من انبعاثات CO₂ سنويًا، وتحل محل الفحم والغاز بوتيرة متصاعدة .
- المجتمعات تستفيد من خلق وظائف جديدة: أكثر من 1,200 فرصة عمل في مشروع Sudair، وآلاف أخرى في شمال المملكة ومصر والمبادرات متعددة التقنية .
4. التحديات والاستدامة
- تخزين الطاقة: الحلول التخزينية أساسية نظراً للطبيعة المتقطعة للرياح والشمس. والاستثمار في تقنيات بطاريات ESS يجري بسرعة عبر شركات مثل Jinko ESS.
- الهيدروجين الأخضر/الأزرق، لا سيما في السعودية والإمارات وعمان، يعتمد على أهداف مثل إنتاج 1.4 مليون طن سنوياً للدولة الإماراتية بحلول 2050، و8.5 مليون طن لعمان بحلول 2050 .
- التنسيق الاقتصادي: يتطلّب الأمر وحدات تمويل ضخمة (75 مليار دولار على الأقل بالمنطقة)، واتفاقيات بقيمة مليارات لإتمام المشاريع وربطها بسوق مستقرة .
5. نظرة مستقبلية إلى عام 2030
- الطاقة المتجددة المنتشرة: تستهدف السعودية 50–59 غيغاواط، والإمارات نحو 66 غيغاواط بحلول 2030، مصر 37 غيغاواط، والجزائر 19 غيغاواط .
- أنظمة هيدروجينية عملاقة: مشاريع NEOM في السعودية وأهداف عمان ودبي ستشكل بوابات لتصدير الهيدروجين الصديق للبيئة إلى أوروبا وأسيا .
- شبكات ذكية وتخزين ذكي: الربط بين المحطات الشمسية، والمائية، والتخزين سيمكن من الاستدامة وتقليل الفاقد. الإمارات تقود بارتباط استراتيجي مع تقنيات AI والطاقة .
الخلاصة
- مشاريع الطاقة المتجددة الكبرى في المنطقة تُعد تحولاً صناعياً واقتصادياً: من مشاريع الشمال (الأردن واليمن) إلى الضخمة (السعودية والإمارات).
- تكامل طاقة-ماء-تكنولوجيا وموائمة مع أهداف مؤتمر المناخ COP28، يؤكد التزام المنطقة بالتغيّر المناخي.
- التحديات تشمل التمويل، البُنى التحتية، والتنسيق السياسي، لكنها قابلة للحل عبر استراتيجيات المناقلات الحديثة والاتفاقيات الإقليمية.
هذا المقال (نحو 1000 كلمة) يقدم رؤية شاملة لأهم الإنجازات والمبادرات في الطاقة المتجددة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، ويسلط الضوء على أهمية هذا التحوّل الاقتصادي والبيئي. النهاية مفتوحة أمام مزيد من التطورات نحو مستقبل أكثر استدامة.
